د.ك8.5
سوق العالم العربي _ فيجاي ماهاجان
“العالم العربي موطن أكثر من 350 مليون مستهلك، وبالرغم من الصور النمطية السائدة في الخارج عن الإقليم الذي يمنح صور سلبية، إلا أن المستهلكين يريدون الأنواع نفسها من المنتجات عالية الجودة كأي مستهلك آخر في أي مكان آخر. تستفيد شركات محلية ومن كل أنحاء العالم، من تلك الفرص غير المحدودة وتبني أسواقاً في أرجاء العالم العربي”. قبل أن يبدأ فيجاي ماهان أستاذ التسويق في جامعة تكساس في أوستن؛ رحلته لاستكشاف العالم العربي، لم يكن يعرف الكثير عن المنطقة ومستهلكيها، وجلّ ما كان يعرفه تقارير إخبارية أميركية عن الاضطراب السياسي، ومستهلكون متطرفون، وقراصنة صوماليين، وفتيات وفتياناً صغار يُربّون على ازدراء الثقافة الغربية. ولكنه، قرر اكتشاف المزيد عن العالم العربي بالنظر إلى أسواقه ومستهلكيه، فانطلق في رحلة خاصة استغرقت ثلاثة سنوات (منذ منتصف العام 2008 حتى نهاية العام 2010″ وفي هذه الرحلة قام المؤلف كما يقول بعشرات الزيارات إلى الأسواق، والتقى أو تحدث إلى مئات الأشخاص؛ وأجرى العديد من المقابلات مع مديرين بارزين ورجال أعمال في مكاتب شركاتهم، وأخرى مع متسوقين دائمين في ممرات محلات البقالة… كل ذلك جعله على يقين وبما لا يدع مجالاً للشك مدى ترابط المنطقة العربية وسوقها مع العالم. يقدم فيجاي ماهان كتابه عن «سوق العالم العربي» بوصفه “مقدمة عن الإقليم، ووصفاً لطريقة وصول الشركات المحلية والعالمية إلى مستهلكيه، ودعوة للعمل من أجل دمج المنطقة العربية على نحو مستمر في السوق العالمية”. يقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول هو تمهيد عن اقتصاد العالم العربي ومستهلكيه، ويقدّم خلاصة عن الإقليم ونظرة استهلالية إلى حيويته وارتباطه بالسوق العالمية، ويركز في مضمونه على المستهلكين والتنوع الغني في أنماط الاستهلاك في الدول العربية، وينظر نظرة متفحصة على تأثير الإسلام في أسواق الإقليم وشعبه. يبدأ القسم الثاني بالتنقيب عن الفرص المهمة التي يمكن العثور عليها في أقسام أسواق الإقليم وقطاعاته، ويركز على جيل الشباب العربي باعتباره قسم كبير ومتنامٍ من السكان وله تأثير ضخم في الأعمال والثقافة، ثم يصف الطريقة التي تستفيد بها الشركات المحلية والعالمية من فرص السوق عبر الطبقات الاجتماعية والاقتصادية، خاصة الطبقة الوسطى الكبيرة، والمتنامية، ومتزايدة التأثير، في حين يتوغل الكتاب أكثر إلى واقع النساء العربيات ودورهن في عالم التجارة بوصفهن مستهلكات ومساهمات فيه، ويركز في جانب آخر على التأثير الواسع لوسائل الإعلام، والترفيه، والفنون في المستهلكين والطرق التي تحاول الشركات الوصول إليهم بها، ثم يتجه صوب ملايين الأشخاص الذين يكونون المغتربين العرب، ويناقش تأثيرهم في أسواق الدول التي استقروا فيها إضافة إلى العالم العربي نفسه. وينتهي الكتاب بالقسم الثالث الذي هو بمثابة “إعادة تعريف بالعالم العربي” ويستعرض بعض التحديات الرئيسية التي تواجه العالم العربي، وفيه يحث المؤلف على وجوب أن تعالج الدول العربية بعض القضايا التي تعيق عمل اقتصاداتها بطاقتها الكاملة، آملاً أن يثير نقاشه في هذا القسم من الكتاب نقاشاً صادقاً ومثمراً ضمن القطاعين الخاص والعام في العالم العربي، بالإضافة إلى الدول والشركات الأجنبية التي وجدها جزءاً أساسياً من سوق المستهلكين العالمية. وفي الختام، يلفت المؤلف إلى ثورات الربيع العربي، والتغييرات الاستثنائية التي اجتاحت اقتصاده وأسواقه…