د.ك4.0
سيكولوجية الجماهير
كو
سيكولوجية الجماهير هو كتاب لعالم علم نفس الجماهير أو علم النفس الجماعي الفرنسي جوستاف لوبون، النسخة العربية ترجمة وتقديم هاشم صالح وصدرت الطبعة العربية الأولى عن دار الساقي عام 1991.على الرغم من الكتاب واحد لكن طريقة التبويب الداخلي للكتاب تشمل ثلاث كتب؛ الكتاب الأول والكتاب الثاني والكتاب الثالث، فبعد مقدمة المترجم والمبادي العلمية التي ترتبت على اكتشافات الكاتب، والتوطئة والتمهيد ومقدمة الكتاب، يبدأ الكتاب الأول وينتهي الكتاب بالكتاب الثالث ثمّ الحواشي التي تتناول رصد تفصيلي للهوامش والمراجع التي تناولها الكاتب في تأليف كتابه سايكلوجيّة الجماهير. من المعلوم أن حياة لوبون الطويلة أتاحت له أن يشهد انتصار العلم في أواخر القرن التاسع عشر وأزمات الأنظمة الديمقراطية البرلمانية وبزوغ نجم الاشتراكية ، ثم ظهور تلك القوى الشعبية التي رافقتها وأقلقته كثيراً على ضوء هذا السياق يمكن الاقتراب أكثر وفهم فكر لوبون الذي استطاع بلورة نظريته المتعلقة بسيكولوجية الشعوب أو نفسية الشعوب والأعراق البشرية . لقد أصبحت الجماهير بالنسبة لغوستاف لوبون حقيقة واقعة لذا فقد تناول بالدراسة ظاهرة الجماهيربطريقة علمية على ضوء علم النفس وكانت فكرته الأساسية في نظريته تلك تركز على أن كوارث الماضي القريب التي منيت بها فرنسا وكل هزائمها والصعوبات التي تواجهها تعود إلى هجوم الجماهير على مسرح التاريخ وعدم معرفة مواجهته، والذي يفسر بأن ضعف النظام البرلماني الديمقراطي يعود إلى الجهل بقوانين علم النفس وطرائق تسيّر الجماهير. لقد عبر لوبون على صفحات هذا الكتاب عن هذا الأفكار بشكل سهل ومبسط جاءت على هيئة نظرية علمية متكاملة ومتماسكة جعلته أستاذاً فكرياً لمرحلة كاملة بأسرها. ويتفق الجميع على أن كتاب لوبون الذي نقلب صفحاته “سيكولوجية الجماهير” شكل نجاحاً منقطع النظير على صعيد دراسات علم النفس الجماهيري. والكتاب هو المانيفست الذي دشن ما يدعى اليوم بعلم النفس الاجتماعي أو الجماعي.
معروف إن علم النفس يهتم عادة بدراسة النفسية الفردية وقائم على إستبطان الذات الفردية لا الجماعية، أما علم النفس الإجتماعي هو العلم الذي يدرس سلوك المجموعات في المجتمع وليس الأفراد، وازدهر بعد الحرب العالمية الثانية، وهنالك تكامل تام بين العلمين؛ علم النفس الفردي يكمله علم النفس الإجتماعي، لانه من المستحيل عزل السلوك الفردي من محيطه الإجتماعي.ولكن الشيء المتفق عليه بين علماء النفس بمن فيهم فرويد، إن الفرد ما أن ينخرط في مجموعة محددة حتى يتخذ سمات خاصة لم تكن موجودة سابقاً، أو قل عنها كانت موجودة لكنه لم يتمكن من البوح بها، لذلك يمكن القول بان علم النفس الإجتماعي يختلف من علم النفس الفردي من حيث المنهج والنتائج.لعلم النفس الإجتماعي تاريخاً طويلاً يمكن ان نعود به إلى أقدم الفلاسفة في العصور مثل أرسطو و أفلاطون، مروراً بالمفكر العربي ابن خلدون الذي درس مسألة إنحطاط الدولة الإسلامية في إسبانيا في القرن الرابع عشر. ينبغي التفريق بين علم النفس الإجتماعي وعلم النفس الجماعي، فالثاني هو فرع للأوّل، فعلم النفس الإجتماعي يبحث في العلاقة بين الفرد والمجتمع، أما علم النفس الجماعي هو الذي يبحث عن مسألةالجاذبية الساحرة التي يمارسها القادةعلى الشعوب، وهو الذي يشرح السلوك الحماسي للافراد عنما ينخرطون مع المجموعات ويقومون بأفعال لا يعونها إلا بعد أن يستفيقوا. فيأثناء دراسته لعلم النفس اصطدم لوبون بمسألة الجماهير وهاله امرها خصوصاً الجماهير المتمثلة بالحركات الشعبية والإرهاب، وقد لوبون كيف يركز إنتباهه ويتناوله من وجة نظر غير السائدة ويبني عليها نظرية متكاملة ومتماسكة فقد أبتدأ لوبون بتشخيص أوضاع الديمقراطية البرلمانية التي تولدت عن الثورة الفرنسية. لوبون كان يشعر بالاحتقار نحو الجماهير الشعبية لان روح الجماهير مكونة من الانفعالات البدائية التي دائماً ما تكون بعيدة عن المنطق والعقلانية، وكما ان روح الفرد تخضغ دائما لايعازات وتحريضات القادة الذي يعرف كيف يفرض ارادته عليها. وفكرة لوبون بشكل مبسط هي ان كل الهزائم التي لحقت بفرنسا كان سببها هجمة الجماهير على مسرح التاريخ. كانت اطروحات وأفكار لوبون ضد الحركات الإشتراكية والعمالية التي كانت تعتقد إن الحراك الجماهيري هو حراك عقلاني ولوبون كان يعتقد غير ذلك.
مقدمة المترجم إلى علم النفس الإجتماعي وفكر جوستاف لوبون