شمس آل سكورتا لوران غوده
د.ك4.0
إضافة إلى السلةتك
كأنَّ الهاجِرةَ تَشُقُّ الأرض. لا نَسَم يُرعِشُ أعطافَ الزيتون. كلّ شيء ساكن. أريجُ التلال يفنى بَدَداً. والحَجر يئنّ لشدّة الحرّ. كان شهر آب يُرخي ثقلَه على جبالِ غارغانو) بِصَلَفٍ سيّدٍ، وأنّ ماءً سَقت حقولًا ورَوَت، يوماً، أشجار الزيتون. لا يخطر ببال أحد أنّ حياةً، لحيوان أو نبات، قد وجدت – تحت تلك السماء اليابسة – ما يغذّيها. كانت الساعة الثانية بعد الظهر، وكانت الأرضُ نَهْباً للاحتراق. على درب ترابي كان حمارٌ يسير متباطئاً. يسلك المنعطفات صاغراً. لا شيءَ يغلب عناده. لا الهواء الحارق الذي يتنشّقه، ولا الحصباء المسنّنة التي تنخر حوافره. يسير قُدُماً، وراكِبُهُ أشبه بخَيَّالٍ منذورٍ لِعقابٍ مزمن. لا يحرّك الرجلُ ساكناً، كأنّه خُبل من وطأة الحرّ، تاركاً لدابّته مهمّة أن تبغي بهما، هما الاثنين، نهايةَ ذلك الدرب. على مهلٍ، متراً بعد متر، كان الحمار، بسعيه البطيء، يطوي المسافةَ كيلومتراتٍ إثر كيلومترات، فيما الخيّالُ يغمغمُ بكلماتٍ سرعان ما يبخّرها القيظ: «لن يُثنيني شيءٌ… للشمس أن تقتل سحالي التلال، لكنّني سأصمد. لقد انتظرتُ طويلاً… للأرضِ أن تصدر فحيحاً ولشعري أن يشتعل، إنّي سائرٌ في طريقي حتى النهاية.
Free
Worldwide Shopping
100%
Guaranteed Satisfaction
30 Day
Guaranteed Money Back