د.ك3.0

صيف يغفو في جلده تيودور رتكي

يوجز رتكي سيرة حياته على النحو التالي: ” سأذكر ما أعتبره مهماً في حياتي، وهو أنني نشأت في مستنبت رائع كان يملكه أبي وعمي، أنني كرهت الثانوية وجامعتي ميتشيغان وهارفرد على الرغم من وجود أساتذة رائعين…أنني علمت في عدد من الكليات كما درست التنيس، عملت في معمل ينتج المخللات لمواسم عدة، عشت، بالتعاقب، حياة بالغة الهدوء، ثم حياة بالغة الحمق والعنف، أن وليم كارلوس قال عني إنني ” أعد لحم الستايك بمثل مهارة برانكوزي “. أن تلاميذي في ” بنينغتون ” إعتبروني بكرم زائد ” أفضل أستاذ حصلوا عليه “، أن كتبي عوملت بكرم فائق من قبل النقاد والشعراء والشباب، أن الإنجليز يحبون شعري أكثر على ما يبدو، وأنني لا أعني شيئاً ( إلا لحفنة من الأصدقاء ) لشعب ولايتي، لرجل الشارع، أنني حاولت أصفي حياتي من الشوائب التي فرضتها علي، وألخصها في قصائد قصيرة، ولاحقاً في قصائد أطول حاولت من خلال إيقاعاتها أن أقبض على حركة العقل نفسه، أن أقتفي التاريخ الروحي لبطل قصائدي ( الذي ليس ” أنا “أأ أذأ بالضرورة )، ولجميع البشر المعذبين المسكونين بالقلق، أن أنجز في سلسلة القصائد هذه ( التي إنتهت على الأرجح ) نسقاً إعتباطياً وحقيقياً يسمح بحضور وفرة من المشاعر بما فيها المرح…كان هناك مكتبة في بيتنا كما كنت أقصد المكتبات المحلية…حيث قرأت ستيفنسون ونيومن وتومينسون وإمرسون وثورو…تطلب مني الأمر عشرة سنوات لأنهي مجموعتي الأولى الصغيرة، والآن أشعر أن بعض القصائد فيها ركيكة، وإن كنت ما زلت أحب نحو عشر قصائد منها. كان الكتاب شديدي السخاء معي…ومنهم أودن ولويس بوغان ومالكولم كولي وستانلي كونيتز ووليم كارلوس وليمز…أشعر أنني مدين لمعاصري كأشخاص أكثر مما أنا مدين لشعرهم، والدين الذي أشعر به كبير جداً…”. ولد تيودور رتكي في ميتشغان، وهو من أصل ألماني، كان مزارعاً يتاجر بالنباتات، وهلن ماري هوبنر. في العام 1929 تخرج من جامعة متشيغان بشهادة بكالوريوس في الآداب ثم حصل على شهادة الماجستير من الجامعة نفسها بعد سنه أمضاها في هارفرد. مارس تعليم الأدب الإنجليزي في جامعة ” لافييت ” بين عامي 1931 و 1935، ثم في جامعة متشيغان. ثم حصل على شهادة الدكتوراة وإنتقل إلى التعليم في جامعة بنسلفانيا وبنينغتون. وفي العام 1947 إنضم إلى جامعة واشنطن كبروفيسور في الأدب الإنجليزي حتى العام 1962. بدأ رتكي كتابة الشعر في العشرينات من عمره، بعض قصائده نشرت في بعض المجلات الأدبية الصغيرة في مطلع الثلاثينات. وبعد سنوات قليلة بدأ ينشر في المجلات الكبرى ويصبح جزءاً من الأوساط الثقافية المعروفة. في المرحلة نفسها بدأ يعاني من نوبات من الجنون والكآبة التي إضافة إلى إدمانه على الكحول كانت السبب في عدم تجنيده في الجيش خلال الحرب العالمية الثانية. وقد نشأ جزء كبير من هذه الحالة النفسية من حادثة إنتحار عمه الذي كان شارك والده في العمل، ثم موت والده بالسرطان، كلاهما في أواخر العام 1923، حين كان تيودور في الخامسة عشرة. وقد رافقت هذه الذكريات المؤلمة تيودور طوال حياته وأرخت بظلالها على نتاجه الإبداعي. تأثر رتكي كشاعر بعدد واسع من الشعراء والكتاب من أمثال دانتي، دون، بلايك، وردزورث، ويتمان، ييتس، وإليوت، وقد تمكن من وضع بصمته الخاصة على الشعر الأمريكي من خلال مزجه الفريد بين وصف الطبيعة التي كانت مصدر الإلهام الأول بالنسبة إليه، وميراث الحكمة والأمثال والنوادر والحكايات، وأيضاً البعد الميتافيزيفي الذي يكاد لا يخلو شعره منه. حظي رتكي بعدد كبير من الجوائز الأدبية ومنها على وجه التحديد جائزة ” بوليتزر” عام 1954 عن مجموعته ” إستيقاظ “. توفي رتكي بنوبة قلبية في العالم 1963، ومنذ ذلك الوقت، خصوصاً مع نشر أعماله الكاملة بعد ثلاثة سنوات من رحيله وشعره يحظى بشعبية متصاعدة وإعتراف أوسع بأهميته.

د.ك3.0

Add to cart
Buy Now
Category:

Free

Worldwide Shopping

100%

Guaranteed Satisfaction

30 Day

Guaranteed Money Back

Top Img back to top