عزاءات الفلسفة آلان دو بوتون

تك
عملٌ رائدٌ لآلان دو بوتون يستخلصُ من كل فلسفةِ فيلسوفٍ ما يعينُ على مواجهةِ الحياةِ بتوظيفِ شئٍ من أسسِ فلسفتِه في نقلِها لميدانِ الحياةِ الواقعي يحولُها من بطونِ الكتبِ لمسرح الحياةِ، بل ويقف على آثارهم في قمةِ إنتاجِهم يسلكُ طرقَهم على الجبالِ ويزورُ مساكنَهم في عزلتِهم لهذا جاءت للواقعية أكثرُ من بُعدٍ في كتابِه هذا ففي فلسفةِ سقراط ما يكفي لتشرُّبِ القدرةِ على البعدِ عن ما اعتادَ عليه عامةُ الناسِ وجمهورُهم، وفي التشبث بفكرة يرى المرءُ صحتَها ويقابل العامة والمريدين ليبث أفكارَه لهم، وفي فلسفةِ أبيقور ما يركزُ على اللذائذ ولائحته التي أسماها ممتلكاتِ السعادةِ (صداقة/حرية/تفكير) وكيف تغيرُ حياةَ المرءِ، وفي فلسفةِ شوبنهاور كيف للتشاؤمِ والبعد عن صخبِ البشرِ أنْ ينتجَ أعمالا عظيمة كالعالَمِ إرادةً وحياةً، وفي فلسفة نيتشه ما يدلُّ على تبدلِ نظرتِه إذْ كان متأثرا في بدايتِه بشوبنهاور وتشاؤميته ليتحولَ بعدها إلى أن البؤسَ لابد منه للإنجازِ بمعنى كيف لمنافع الألم أن تسهمَ في حياةِ المرء. الكتاب ماتعٌ وفريدٌ والترجمةُ لا غبارَ عليها