د.ك2.5

فن التخلي عبدالله ناصر

في شقته الصغيرة بالطابق التاسع عشر، اعتاد أن يعيش وحيدًا منذ زمن، وسيبقى كذلك حتى آخر يوم في حياته، لأنه كان يخلط بين الحب والألفة. كان يخلط أيضًا بين أصيص الزهور ومنفضة السجائر عندما يدخن للدرجة التي كاد يفقد معها القليل المتبقي من عقله إذ صار للرماد منظر الزنابق، وعندما بات يخلط بين الجدار والمرآة آمن بقدرته الخارقة على أن يكون لا مرئيًا في بعض الأوقات. في يومه الأخير سيخلط بين السماء والبحر، وستعتريه رغبة عارمة بالذهاب هناك ولكنه للأسف سيخرج من النافذة التي صار يخلط بينها وبين الباب وسيتمزق جسده أمام دهشة المارة الذي سيخلطون بدورهم بين رغبته في السباحة والانتحار.
.
.
.
” أهم ما يميز مجموعة فن التخلي، أنها جاءت بعالم جديد في الكتابة، عالم مصنوع بدقة ومهارة، وتبدو المفردة فيه، شديدة الالتصاق بمكانها ولا يمكن تحريكها أو استبدالها بأي حال من الأحوال. وإن كانت القصة القصيرة قد استهلكت، وتلاشى صيتها منذ زمن، ثم جاءت القصة القصيرة جدا، وأصبحت أداة تعبر عن حالات سرور أو سخط أو انفعال سريع وتمضي، فإن المجموعة، أعني فن التخلي، كان من الممكن أن تصنف مجموعة للقصص القصيرة جدا، لولا أن عالمها كان غنيا ومختلفا، حتى وهي تكتب بتلك الطريقة القصيرة جدا.” الروائي أمير تاج السر.
.
.
.
أنهيت هذه المجموعة بشعور هائل بالدهشة. هذا ما يجب أن تكون عليه القصة القصيرة، القصة التي تحرك الرمال أمام عينيك هنا وهناك وهي تتصاعد في داخلك حتى تدهشك، هذا تحديداً ما يجعل القصة القصيرة فناً ليس بتلك السهولة التي يتصورها البعض، النصوص كانت تفكك “شيئية” العالم، كانت تعيد خلق الكائنات و الجمادات، بصورة نابضة، دفّاقة ومكثفة.” القارئة والناقدة ريم الصالح.
.
.
.
“القاص المبدع عبدالله ناصر لا يقدم في نصوصه القصصية وصفاً خارجياً وأفكاراً مباشرة كما اعتدنا في أغلب القصص، لكنه يحلل شخصيات ويقدم هواجس وأحداث تشتبك مع الإنسان وأسئلته وأفعاله وردود أفعاله، لاحظنا هذا التجديد في قصص كتابه (فن التخلي) وفي نصوصه القصصية الجديدة التي قرأناها على صفحته في الفيس بوك .” جريدة الرياض، فهد العتيق.

د.ك2.5

Add to cart
Buy Now

Free

Worldwide Shopping

100%

Guaranteed Satisfaction

30 Day

Guaranteed Money Back

Top Img back to top