د.ك8.5
فى المرض وفى القوة ديفيد اوين
كثر الإهتمام نسبيًا بالكتابة عن العلاقة بين المرض والسلطة، وتحديدًا المرض النفسي. إلا أن هذا الكتاب قد يكون متفردًا عن كثير من الكتب المماثلة، كون مؤلفه قد خاض غمار المجالين، فقد بدأ طبيبًا متخصصًا في الطب العصبي وتدرب أيضًا في تخصص الطب النفسي كما ثم زعيمًا حزبيًا فوزيرًا للخارجية البريطانية.
يورد المؤلف قصص الأمراض الجسدية والنفسية لرؤساء أميركا ورؤساء الحكومات البريطانية وزعماء آخرين تقاطعوا مع أحداث مهمة لموضوع الكتاب. ويفصل في إشكالات علاجهم للحساسيات المتوقعة.
غير أن مفاجأة الكتاب الأبرز هي محاولة اقتراح محددات لاضطراب الشخصية المكتسب بفعل ممارسة السلطة، بمعنى أنه وخلافًا للتعريف الكلاسيكي لمحددات اضطراب الشخصية كما في التصنيفات المعتمدة للأمراض النفسية التي تلزم أن تكون محددات اضطرابات الشخصية تجلت في سن الثامنة عشر، فإن المؤلف يحاج بأن القوة قد تولد اضطرابًا لمن مارسها وإن تجاوز هذا العمر. إذ ثمة أسوياء تجاوزوا العقدين الأوليين من العمر، وما إن يتمكنوا من السلطة لحولين كاملين مع نجاحات ينتشي لها الزعيم، فالمرجح ظهور سمات وطبائع: «متلازمة الغطرسة: Hubris Syndrome». والشخصية المتغطرسة بسبب ثمالة القوة تتصف بالغرور والطيش وفرط الثقة، ورفض كل من لا يبجل، وشعور رسالي أن من لا يبارك كل أفعاله هو أحمق أو شيطان، بل ويمشي متبخترًا، وتتغير حتى طريقة كلامه، ثم ينغمس إلى طمأنينة أن آراء من لا يتفقون معه إلى سعير، وأن محكمة الأرض ليست له ولأمثاله وأن التاريخ وحده سينصفه.
في المرض وحدته: عن متلازمة الغطرسة وأمراض رؤساء الدول في القرن الماضي
كان هناك اهتمام كبير نسبيًا بالكتابة عن الصلة بين المرض والشدة ، وخاصة المرض العقلي. ومع ذلك ، قد يكون هذا الكتاب فريدًا من بين العديد من الكتب المماثلة ، حيث كافح مؤلفه في كلا المجالين ، بدءًا كطبيب متخصص في علم الأعصاب وأيضًا ممارسة خبرة الطب النفسي ، والذي كان آنذاك رئيسًا للحزب ووزيرًا للوزارة. وزارة الخارجية البريطانية.
يستشهد المؤلف بقصص الأمراض الجسدية والنفسية لرؤساء الولايات المتحدة ورؤساء وزراء المملكة المتحدة وغيرهم من القادة الذين عبروا أحداثًا مهمة حول موضوع الكتاب ، ويفصل مشاكل التعامل مع الحساسية المتوقعة.