قافلة الإعدام مذكّرات سجين بهروز قمري
د.ك5.5
إضافة إلى السلةجل
“متُّ في السابعة والنصف من صباح 31 ديسمبر 1984، لا أقول ذلك مجازاً، وإنما بالمعنى الحقيقى للوجود، في تلك اللحظة تماماً، وضعت قدماً في العالم الآخر مع توقيع متردّد ذيل قرار الإفراج، أوضح لي الحارس أن الخطوط الضبابية التي لمحتها من تحت عصبة العينين كانت لإطلاق سراحٍ مشروط لظروف صحية، وكان يجب إعادة جسدي إلى السجن لإصدار القرار الرسمى، استغرق الأمر مني بضع سنوات لأدرك أنني متّ فعلاً في ذاك الصباح الباكر، لا علاقة لهذا بإثم النجاة ولا بثقل تفاهات الحياة، تركت خلفي النَّفْس التي عرفتها دون أى محاولة دنيوية لاسترجاعها.
ويضيف: يحدث الموت تدريجياً، يلتهم جزءاً صغيراً من الحياة كل مرة، بتوقيع إطلاق السراح ذاك، سلّمت ببساطة أنني بدّدت أجزاءً كثيرة من حياتى، أي تجاوزت العتبة، كان عليّ، بعد ثلاث سنوات قضيتها في زنزانة المحكومين بالإعدام، أن أغادر سجن إيفين السيئ السمعة في طهران مع جسد منهك بالسرطان، السجن الذي وقف قادة الثورة المبتهجون عند بواباته قبل بضع سنوات فقط، متعهدين تحويلَه إلى متحف يشهد على فظاعات الماضى، “في إيران”، صرحوا في ذاك المساء البارد من فبراير 1979، “لن يكون هناك المزيد من السجناء السياسيين”.
Free
Worldwide Shopping
100%
Guaranteed Satisfaction
30 Day
Guaranteed Money Back