د.ك2.5

كأس من ذهب جون شتاينبك

تصدر رواية “جون شتاينبك” “كأس من ذهب” وهي أولى رواياته الأماني الرومانسية لشاب في جوٍ زائف من عادات عصر النهضة، وتتحدث الرواية عن العنف والمليودراما والأعمال البطولية التي صاحبت ارتفاع هنري مورغان البطل المحوري من الخمول الذي كان يعانيه في موطنه الأصلي “ويلز” إلى أن أصبح رئيساً لإمبراطورية بناها بالقرصنة والمغامرة في أميركا، والغراميات الكبيرة والصغيرة التي كان حتماً أن تصحب ذلك. ونقطة الذروة في الرواية هي المغامرة الكبرى التي قام بها مورغان للاستيلاء على “الكأس الذهبية” من أسبان بناما، وقادته إلى ذلك شهرة “القديسة الحمراء” التي تمتع بجمال أسطوري ومع ذلك فإن الغراميات في الرواية ليست مقصودة في ذاتها وإنما باعتبارها أدوات لمعنى جاد، فالرواية ليست تمجيداً للمغامرة العاطفية، وإنما هي تشريح للدوافع والوسائل والنتائج المتعلقة بالمغامرة والطموح الكبير، وليس مما يدعو إلى الدهشة أن نجد فاتناً إقليمياً شاباً في بداية مستقبله العملي كـ “جون شتاينبك” مسحوراً بفكرة العظمة، ولكن ما يستحق الدهشة هو ذلك الأسلوب الذي كتبت به الرواية والذي يمزج بين التسامح المتساهل والتحليل القاسي، وقد أصبح هذا الأسلوب الممتزج صفة مميزة لشتاينبك فيما بعد تعكس الطبيعة الجدلية الأساسية من أعماله. ففي هذه الرواية يمكن القول بأن النبوءة التي سمعها الصبي هنري من العرافة العجوز مارلين توضح الموقف الناضج المحدد الذي يتخذه المؤلف إزاء بطله منذ البداية، “إنك صبي صغير، أمك تريد القمر لتشرب منه كالكأس الذهبية، ولذلك فمن المحتمل جداً أنك سوف تصير رحلاً عظيماً، ولكن ذلك لن يكون إلا إذا ظللت طفلاً صغيراً، إن جميع العظماء في العالم كانوا أطفالاً صغاراً يريدون الإمساك بالقمر، وبينما هم يجرون ويقفزون يحدث أنهم أحياناً يمسكون ببراعة، ولكن إذا كبر الإنسان وصار له عقل رجل فإن هذا العقل سوف يرى أنه لا يمكن الإمساك بالقمر بل أنه لا يريده حتى إذا كان ذلك ممكناً. ولذلك فإنه لا يصطاد أية يراعان”. ومعنى ذلك أن طلب المستحيل هو الذي يتيح الوصول إلى الأشياء التي تقع بعيداً عن تناول الناس العاديين، وإذا حاول الإنسان أن يصل إلى العظمة فإنه سوف ينفصل عن الناس العاديين، ويسير عارياً بدون ملابس “ملابس المتوسطين”…” سوف تكون وحيداً في عظمتك “هكذا تنبأت له مارلين وكانت على حق، فإن الوحدة أصبحت الوجه الآخر لهرب هنري من واديه الضيق، فبالرغم من أن الوادي، حيث نشأة هنري، كان مكاناً محدوداً إلا أنه كان أيضاً وطناً دافئاً ووديّاً، وكان على مورغان أن يدفع ثمناً لنجاحه، أن يقطع نفسه عن زملائه، وأن يندفع بلا شفقة فوق الأصدقاء والأعداء معاً نحو أهدافه. والكاتب جون شتاينبك، وعلى الرغم من كونه واحداً من أشهر وأحب الروائيين الأمريكيين، إلا أنه لم يلق تشجيعاً كبيراً من النقاد الأوروبيين فيما عدا خلال فترة قصيرة من أواخر الثلاثينيات، وأصدر عدداً من الروايات، التي تميزت من بينها “عناقيد الغضب” عام 1939، إذ أنها شكلت قمة إبداعه. وقد تم ترجمة الكثير من أعماله إلى العربية كان منحه جائزة نوبل سنة 1962 تقديراً للمجد الذي حققته له أعماله القديمة وخاصة “عناقيد الغضب”

د.ك2.5

Add to cart
Buy Now

Free

Worldwide Shopping

100%

Guaranteed Satisfaction

30 Day

Guaranteed Money Back

Top Img back to top