د.ك22.0
كتاب الفرح بعد الشدة خمسة مجلدات
كو
مصنف هذا الكتاب هو القاضي أبو علي، المحسن بن علي التنوخي، ووالده القاضي أبو القاسم علي بن محمد، وولده القاضي أبو القاسم علي بن المحسن، أسماء لامعة في عالم الأدب، والشعر والقضاء. وقد أتحف القاضي أبو علي، المكتبة العربية، بتأليف نادرة المثال، أشهرها كتاب نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة، وكتاب الفرج بعد الشدة.
قضى التنوخي في تأليف كتابه نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة عشرين عاماً، واشترط علي نفسه فيه أن لا يضمنه شيئاً نقله من كتاب أما كتاب الفرج بعد الشدة، فقد بدأ به في أواخر أيامه، على أثر محن تعرض لهات، وشدائد ابتلي بها ثم نجا منها، وأخرجه في عدة مجلدات، أودعها أخباراً استلها من الكتب، وأضاف إليها قسماً في مسموعاته، ومن مشاهداته.
أما المصادر التي نقل منها فذكر في مقدمة كتابه، أنه قد اطلع على ثلاثة كتب في موضوع الفرج بعد الشدة، أولها: كتاب صنفه أبو الحسن علي بن محمد المدائني، اسمه “كتاب الفرج بعد الشدة والضيقة”، وثانيها: كتاب ألفه أبو بكر عبد الله بن محمد المعروف بابن أبي الدنيا، سماه “كتاب الفرج بعد الشدة”، وثالثها: كتاب ألفه القاضي أبو الحسين عمر بن محمد ابن يوسف الأزدي سماه كذلك “كتاب الفرج بعد الشدة” وذكر التنوخي أن اطلاعه على هذه الكتب كان من أسباب نشاطه لتأليف كتابه هذا، وقال: إنه وضع ما في الكتب الثلاثة في مواضعه من أبواب كتابه “إلا ما اعتقد أنه لا يجب أن يدخل فيه، وأن تركه وتعديه أصوب وأولى”.
وعلى ذلك فقد نقل التنوخي في كتابه هذا، أكثر ما اشتملت عليه الكتب الثلاثة، كما نقل في كتابه أخباراً وقصصاً من كتب أخرى، منها كتاب الآداب الحميدة والأخلاق النفيسة، للإمام أبي جعفر الطبري، وكتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني، وكتاب الوزراء والكتاب لأبي عبد الله محمد بن عبدوس الجهشياري…
يضاف إلى ذلك ما نقله من الأخبار عن كتب لم يذكر أسماءها ولا أسماء مصنفيها، ونقل التنوخي في كتابه هذا كثيراً من الأخبار عن بعض أساتذته الذين أجازوا له الرواية عنهم، مثل أبي بكر محمد بن يحيى الصولي، وأبي الفرج علي بن الحسين الأصبهاني… وبالنظر للأهمية التي يحتلها هذا الكتاب فقد اعتنى “عبود الشالجي” بتحقيقه فاهتم بشرح ما فيه من كلما صعبة وبالترجمة للكثير من الأعلام الوارد ذكرهم في الكتاب كما أثبت في المقدمة ترجمة موجزة للمصنف ولمؤلفه هذا.