كوكب في حصاة- رحلة إلى تاريخ الأرض السحيق
د.ك4.0
إضافة إلى السلةكو
يقول الكاتب إن الناس يحبون القصص، وقد ولدوا رواةً بارعين، وينجح هنا في سرد قصته علينا عن دورة حياة حصاة، وهو بذلك يُعرف القارئ العادي بدراسات شتى، من دراسة المستحاثات إلى دراسة الفلزات، إلى دراسة الطلعيات، والصفائح التكتونية، وغير ذلك. فيبدأ بفصل بعنوان الغبار النجمي ليعرِّفنا بمفاهيم مادة الذرات التي بنيت منها حصاته، ثم ينتقل بنا ليشرح بإيجاز بنية باطن الأرض قبل أن يحدث عن الفلزات والصخور الرسوبية ودورة حياتها، من العصور السحيقة في الجيولوجيا حتى المستقبل البعيد جداً. ذلك المستقبل الذي يتنبأ فيه بتصلب نواة الأرض، واختفاء حقلها المغناطيسي جراء ذلك، وبالتالي ذهاب غلافها الجوي، لتصبح عرضة للرياح الشمسية والأشعة الكونية، فتفنى فيها الحياة، وتتناثر ذرات الأرض في الفضاء مع موت النظام الشمسي، ولعلها تجد نظاماً نجمياً آخر يوشك أن يولد. وفي الختام يزودنا بقائمة من الكتب نزداد بها معرفةً واطلاعاً على تلك الأفكار المتنوعة.
وقد بدا الكاتب شديد التعلق بعالم مستحاثات العوالق والميكروبات، فأسهب وأطاليه وأجاد. وبدا تعلقه بها واضحاً من عبارته: «كانت الميكروبات في العصر السيلوري تحكم العالم، كما هي اليوم تحكمه». كما أنه لم يخفِ ولعه بالدقة في تحديد الأزمان الجيولوجية، فنراه يحصي عشرة مقاييس زمنية، أخذها جميعاً من الحصاة.
عمد الكاتب في سرد قصته إلى شرح طرق وتقنيات القياس والتحليل، التي توافرت في ما يربو على قرن من الاكتشافات، فيأخذ بيدنا من العمل الحقلي إلى العمل المخبري بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة. إنه يقربنا بكلماته المنمقة وعباراته الأنيقة من أطرافٍ شتى من علم الجيولوجيا.
Free
Worldwide Shopping
100%
Guaranteed Satisfaction
30 Day
Guaranteed Money Back