د.ك3.5
لكل انسان ليل ليدي سالفير
تك
صدرت هذه الرواية عام 2017 عن منشورات سول الفرنسية، وتحكي قصة شاب فرنسي من أصول إسبانية يدعى «أنس » يبلغ من العمر 35 عاماً، يصاب بصدمة بسبب إصابته بالسرطان، واضطراره إلى الخضوع للعلاج مدى الحياة، فيقرر التخلي عن وظيفته كمدرس فرنسي وعن زوجته ومنزله ومنطقته والهرب بعيداً للانزواء في قرية جنوبية تقع على بعد 500 كيلومتر بالقرب من مدينة بارون، حيث يقدم له معهد سانت كريستوف العلاج المناسب مرة واحدة كل أسبوع. يحاول أنس أن يبقى متحفظاً قدر الإمكان، لكنه يصبح مشبوهاً على الفور ويجري رصده ومراقبته ما يسبب له الكثير من المتاعب. الراوي أنس هو سليل عائلة من المهاجرين الإسبان من عام 1939 ، مرت عبر معسكر اعتقال، حصل على الجنسية الفرنسية ونشأ في ضواحي باريس، تعلم ومارس تدريس اللغة الفرنسية.. أصبحت علاقته بزوجته لوسيل غير مستقرة وكارثية بعد اكتشاف إصابته بمرض السرطان، فقرر خوض تجربة جديدة بعيداً عن حياته المعتادة في قرية صغيرة حيث استأجر حجرة لدى أندريه سيمون (ديدي) وزوجته (الانتقامية) دنيس وابنه داميان المدمن على الكومبيوتر. تضم الرواية شخصيات مختلفة أهمها صاحب مقهى الرياضة مارسيلين لابلاس، زوج فيلومينا الأندلسية ووالد أوغسطين، وزبائن مقهاه ديدي وإميل وجيرار وجاك وإتيان.. وتدور في المقهى نقاشات يتزعمها مارسيلين حول رفض الغرباء، الذي يتحول إلى عاصفة ضد الأجانب والمثقفين والنخب وسكان المدن، ويبرز بين الزبائن جاك جوليو المدرس الفرنسي الذي يتردد بين تأييد هذه المجموعة وأفكاره الكبيرة المعتدلة، كما يقاوم أوغسطين لابلاس، نجل مارسيلين، أفكار والده قدر استطاعته لأنه يقرأ الكتب بشغف، وهذا يكفي لجعله كائناً مختلفاً، في الوقت الذي يتعامل عمدة القرية بلطف مع أنس، لكنه يعترف بأن من الصعب عليه معارضة مارسيلين.. وهنالك الفتاة مينا، النادلة في حانة، وهي خليط من الأصول الفرنسية والتاميلية، التي تتعرف على الغريب في الحافلة وتنشأ بينهما علاقة حب أفلاطونية تفاقم التوتر في القرية، وتؤجج قضية رفض الآخر التي تنسج الكاتبة حولها أحداث روايتها في مجتمع فرنسي صغير حيث ينتشر البؤس المخيف بقدر ما تبرز العنصرية وكراهية الغرباء