د.ك3.5
محمد علي روح الفراشة تأملات في رحلة حياة
جر
يتسم الكتاب بالروحانية العالية وبالبساطة والصدق، ويحفل بالحكم والحكايات الصوفية والإنسانية الدالة، كما يضم أشعار محمدعلى التى كتبها بمحبة وشفافية وأهم القيم الإنسانية النبيلة التى يؤمن بها.
في “روح الفراشة” نصاحب محمد علي منذ كان طفلاً فقيرًا في مدينة ” لويفيل” يتسم بالفضول ويشعر أنه منذور لرسالة عظيمة، ونتعرف على أسرته البسيطة وأهم أحداث طفولته وأثر والديه عليه، ثم شابًا يافعًا يُحب الملاكمة ويبحث عن المجد والشهرة والحرية قبل أن يعرف طريقه الصحيح عندما عرف الدين واعتنق الإسلام وكيف غير اسمه من “كاسيوس كلاي” إلى “محمدعلى” فشعر بالحرية يومها لأول مرة.
يحكى محمد علي سيرته كدرس، سواء في الملاكمة أو في الإيمان، مستخلصًا أهم ما تعلمه واستفاده ومؤكدًا أن أهم إنجازاته هي إيمانه بالله وبقيم الدين الإسلامي السمحة. ويشرح لنا أسباب رفضه التجنيد للحرب في فيتام؛ مما جعل الحكومة الأمريكية تجرده من لقبه كبطل العالم في الملاكمة، وتمنعه من ممارستها في كل ولاياتها، وتسحب جواز سفره، ومع ذلك يقول إنه كان سعيدًا وحرًا، لأنه أخذ القرار الصائب.
يستعرض في الكتاب خلفيات مبارياته الحاسمة مع (فرايزر،فورمان،لارى هولمز) وغيرهم، ويقول إن الإرادة في اللعب أهم من المهارة، وكذلك في الحياة.
ولماذا قرر أن يعتزل في أربيعنياته ويكرس حياته لله والمحبة ونشر السلام. يُحدثنا عن إصابته بمرض باركنسون (الشلل الرعاش)، وكيف تعايش معه واستخلص منه جوانب إيجابية كما كان يفعل طوال حياته، وفي كل التحديات التى واجهها.
نتعرف على علاقته بزوجاته وأبناءه (تزوج أربع مرات، وأنجب تسعة)، يقول إنه لم يكن قريبًا من أولاده أثناء طفولتهم بسبب انشغاله بتحقيق مجده، لكنه احتفظ بمئات الشرائط عليها تسجيلات لأصوات أولاده، وأنه عمل بعد ذلك على القرب منهم ومصاحبتهم وإلهامهم حكمته وتجرته في الحياة ، ومنهم ابنته”هنا” التى قدمت لنا “روح الفراشة”.
أصبح محمد على سفيرالأمم المتحدة لنشر السلام، التقى “الدالاي لاما” و”نيلسون مانديلا” وضرب بهم المثل كرجال أقوياء لأنهم يحملون في قلوبهم المحبة والرحمة، كما أدان أحداث11سبتمر، ونفى عن الإسلام تهمة الإرهاب.
كتاب”روح الفراشة” كتاب صادق، ومؤثر، أملاه شيخ جميل، مليء بالحكمة والروحانية ؛ ربما لأنه كما أتقن فن الملاكمة أتقن أيضًا “فن الإيمان”.