مدن لامرئية إيتالو كالفينو
د.ك3.0
إضافة إلى السلةتك
إيتالو كالفينو الذي يدعوه البعض بــ”الساحر” ويسميه الآخرون به “الخرافي” وتقول عنه عبارات النقد التقليدي “البارع متعدد الأساليب” و”له لغة في اللغة”. مهما كانت دقة أو صحة هذه التعابير، فإيتالو كالفينو واحد من الكتاب القلة البارزين، كاتب صار معروفاً بطريقته الجميلة المربكة في الكتابة، وبدهاته في ذلك، لا تقرأ له صفحات حتى تقرَّ ببراعته. روايات كالفينو مشوّقة، والقارئ يواصل قراءة القصة بعد أن يجد نفسه في خضم من المفاجآت المتتالية وقد شدّه عالم زاخر بالوهم والغموض، لكنه قبل هذا يجد فيه شيئاً يعنيه، نداء خاصاً لنقاط بعيدة غافية أو لمسألة منتظرة في ذهنه. هذا هو شأن كل كتب كالفينو يظل فيها القارئ يبحث عن الغرض، عن المغزى الذي يطرحه أو يريده الكاتب وهو يسعى وراء المعاني البعيدة التي يلفها الغموض، والتي هي “خفيّة” وهي قريبة، أيضاً من نفسه. و”مدن لامرئية” الذي اخترت ترجمته، هو أول كتاب: لإيتالو كالفينو أثار دهشتي، رواية تثير المشاكل نفسها التي أثارها الكاتب من قبل، ولكن بأسلوب مختلف وبإيجاز جميل ومذاق فيه العمق الثقافي ونكهة الشرق البعيدة والمؤثرة. ففي هذه “الرواية” نرى قبلاي خان يراقب إمبراطوريته، فيراها تتعاظم وتتباعد أطرافها، وهي متماسكة، مثل ماسة صلدة لمّاعة، واقفة في الزمن مثل صرح شامخ… إنما هو في حاجة إلى الإقتناع الأخير، إلى السر الذي يتوق لمعرفته، لكي يتأكد، لكي يقتنع، لكن المدن التي يراها ماركو يولو في هذه الإمبراطورية. مدن حصينة لا يمكن غزوها، لا يمكن أن تُقْهَر، هي مدن ظاهرها رموز، مدن خفية لا ترى، والغريب فيها أنها تفتقر إلى الصلابة، إلى المادة في تكوينها هي مدن أشكال وأصوات وحركات، مدن تشعر بوجودها ولا تراها، مدن تستحضر في الأذهان رؤى أرواح من سجون البيرنيس، مدن تعجُّ بهمس المقابر والوشوشة!..
Free
Worldwide Shopping
100%
Guaranteed Satisfaction
30 Day
Guaranteed Money Back