د.ك4.5
مذكرة إلى الرئيس المنتخب مادلين أولبرايت
جل
سيواجه الرئيس التالي، سواء أكان ديمقراطياً أم جمهورياً، مهمّة عسيرة في إصلاح علاقات أميركا الأساسية ومصداقيتها المتآكلة بعد الضرر الذي أحدثته السنوات السبع الماضية. وفي كتاب «مذكّرة إلى الرئيس المنتخب»، تقدّم وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت أفكاراً مهمة عن كيفية التصدّي للتحدّيات الهائلة التي سيواجهها الرئيس العتيد، واستعادة دور أميركا كمصدر للإلهام في كل أنحاء العالم. لا تكتفي الوزيرة أولبرايت بتقديم مجموعة من وصفات السياسات، بل تمزج الدروس المستقاة من الماضي مع اقتراحات تتطلّع إلى المستقبل عن كيفية اختيار فريق السياسة الخارجية، وتوقّع الإجراءات التي تتخذها البلدان الرئيسية الأخرى، والاستخدام الكامل للسلطة الرئاسية دون تكرار تجاوزات إدارة بوش، وإحياء التزامات أميركا بناء على مُثُلها التأسيسية. تمتاز أولبرايت بالصراحة، كما تقتضي مذكّرة سرية، وحسّ الفكاهة كما يظهر في القصص التي ترويها عن سنوات عملها في منصبها. وتستفيد من خبرتها الواسعة كمستشارة لرئيسين، لتقدّم تحليلاً يستند إلى المعلومات الداخلية للخيارات الأميركية في التعامل مع القضايا الرئيسية في حقبتنا: الإرهاب، وحربي العراق وأفغانستان، وقضية الشرق الأوسط، واحتمالات الحرب النووية والصداع الذي يسبّبه للولايات المتحدة زعماء مثل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، والرئيس الكوري الشمالي كيم يونغ إيل. تجدر الإشارة إلى أنه بالرغم من حرص أولبرايت المستجدّ في كتاباتها وكتبها الصادرة حديثاً على إظهار الوجه الإنساني والإيجابي لسياسات أميركا في العالم، وفي الشرق الأوسط على وجه الخصوص، إلا أن سجلها الشخصي ليس ناصعاً تماماً في هذا المجال، فالعالم لم ينس بعد مقابلتها الشهيرة عام 1996 في برنامج «60 دقيقة» الذي تقدّمه ليزلي ستال، وكانت أولبرايت حينها مندوبة أميركا في الأمم المتحدة. ففي ردّها على سؤال مقدّمة البرنامج حول النصف مليون طفل عراقي الذين ماتوا بسبب الحصار… «إن عدد الأطفال الذين ماتوا بسبب الحصار، كما تعلمين، يفوق عدد الذين ماتوا في هيروشيما، فهل الأمر يستحق ذلك؟»، أجابت أولبرايت: «أعتقد أنه خيار صعب، لكن الأمر يستحق ذلك».