د.ك2.5

مفاخرة الجواري والغلمان

كو
مفاخرة الجواري والغلمان
التقييم نجمتان وسأذكر سبب ذلك في نهاية المراجعة..
الكتاب اسلوبه صعب ملىء بالعربية الفخمة، احتجت كثيرا للجوء للمعجم لمعرفة كثير من المعاني..
الكتاب هو مناقشة ما بين شاذ جنسيا وبين شخص آخر مؤمن بالعلاقة الجنسية الفطرية بين الذكر والأنثى، وكل منهما يحاول أن يجلب الأدلة ليثبت للآخر صحة وجهة نظره..

بالنسبة لصاحب الغلمان كل أدلته مقززة وغير منطقية كان يكفي أن يقول أن أهوى ذلك الفعل لأنه يمتعني لكن بدون مبررات..

بالنسبة لصاحب الجواري اعتقد ان الجاحظ تطاول وتحدث باسهاب عن وصف كثير من الأوضاع الجنسية التي تشمئز النفس القويمة من ذكرها او على الاقل بشكل شخصي لم اتحملها وكنت اترك كثير من الأشياء لا اقرأها ولم اجرأ حتى على النظر لها..

يكفي أن أذكر قول الله تعالى( نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم)، وبعدها ينتهي الكلام..

ولكن لم النجمتان؟
الكتاب يوضح حقوق المرأة الجنسية وحقها في التعبير عنها وحقها في اختيار زوجها سواء في العصر النبوي، او في العصر العباسي الذي يتحدث عنه الجاحظ..

على عكس ما انتشر في عصور تليهم ان المرأة فقط وعاء جنسي وليست لها اي رغبة جنسية، ومنهم المروجيين لختان الاناث بحجة ان المرأة شبقة للجنس فيجب أن ننتزع هذا الشبق الجنسي لأنه حق ذكوري، ونرى ان بعضهم قال أن الزواج هو امتلاك المرأة جنسيا، وانها ليس لها حق الجنس وانها فقط أداة لزوجها لامتاعه..
والأغرب أن بعض الفقهاء بتعريفه للزواج وكنوع من أنواع نصرة المراة وازاحة اعباء من عليها، قال ان الأصل في الزواج الجنس وليس على المرأة اعمال المنزل ولا الرضاعة ولا العمل ولا أي شىء، وهنا منتهى الغباء لتحويل الحياة القائمة على المشاركة والمودة والرحمة الى بيت دعارة تحت اطار شرعي..

وكأن المرأة ليس انسان لديه رغبة وتحتاج احيانا حتى لو لم يحتاج زوجها وتنفر احيانا اخرى فهي ليست معدومة المشاعر لتلبي رغبات زوجها طول الوقت بدون النظر الى مشاعرها..
نسوا ان سيدنا العباس كان يتزين لزوجته كما تتزين له قبل اقامة العلاقة..

ودليل اكثر على ذلك من الكتاب انه كانت تنتشر اوضاع جنسية معينة لكنها لم تكن تمارس مع الزوجة الحرة لكنها كانت تمارس مع الإماء..
وهذا دليل آخر على أن الزواج ليست مؤسسة لاقامة العلاقات الجنسية وان الزوج يحترم زوجته الحرة العاقلة سيدة منزله على عكس الأمة، بالرغم من اعتراضي على اهانة الأمة اعتبارها مجرد وعاء جنسي وعدم النظر الى عقلها وشخصيته ومشاعرها ولكن ليس ذلك موضوعنا حاليا..

الجزء الآخر الذي اعجبني وهو اثبات ان الآية (وقرن في بيوتكم) التي يردده العلماء دائما لجعل المرأة حبيسة المنزل بسبب انها مجرد آداة للفتنة فيجب كتكريم لها ان تظل في البيت، هذه الآية مخصصة لنساء النبي فقط..

فالمرأة في عصر النبي كان تخرج وتختلط بالرجال ولها اعمال وكانت تتحدث وتناقش وتعبر عن رأيها ولم تكن حبيسة المنزل كما يريدون حاليا أن يفعلوا ونرى ذلك في هذا الاقتباس..

وأعرس عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعاتكة ابنة زيد بن عمرو بن نُفيل، وكانت قبله
عند عبد الله بن أبي بكر، فمات عنها بعد أن اشترط عليها ألا تتزوَّج بعده أبداً، على أن
نحلها قطعةً من ماله سوى الإرث، فخطبها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأفتاها بأن
يعطيها مثل ذلك من المال فتصدَّق به عن عبد الله بن أبي بكر، فقالت في مرثيته:
فأقسمت لا تنفكُّ عيني سخينةً … عليك ولا ينفكُّ جلدي أغبرا
فلما ابتنى بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه أولم، ودعا المهاجرين والأنصار، فلمَّا دخل
عليُّ بن أبي طالب عليه السلام قصد لبيت حجلتها، فرفع السِّّجف ونظر إليها فقال:
فأقسمت لا تنفكُّ عيني سخينةً … عليك ولا ينفكُّ جلدي أصفرا
فخجلت فأطرقت، وساء عمر رضي الله عنه ما رأى من خجلها وتشوُّرها عند تعيير عليّ إياها بنقض ما فارقت عليه زوجها، فقال: يا أبا الحسن، رحمك الله، ما أردت إلى هذا؟
فقال: حاجةٌ في نفسي قضيتها.
هذا. وأنتم تروون أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان أغير الناس، وأنَّ النبيَّ صلى
الله عليه وسلم قال له: ” إني رأيت قصراً في الجنة فسألت: لمن هذا القصر؟ فقيل: لعمر بن
الخطاب. فلم يمنعني من دخوله إلاّ لمعرفتي بغيرتك ” . فقال عمر رضي الله عنه: وعليك
يُغارُ يا نبيَّ الله!.

فلو كان النظر والحديث والدُّعابة يُغار منها، لكان عمر المقدَّم في إنكاره؛ لتقدُّمه في شدَّة
الغيرة. ولو كان حراما لمنع منه؛ إذ لا شكَّ في زهده وورعه وعلمه وتفقُّهه.
وكان الحسن بن علي عليهما السلام تزوَّج حفصة ابنة عبد الرحمن، وكان المنذر بن
الزُّبير يهواها، فبلغ الحسن عنها شيء فطلَّقها، فخطبها المنذر فأبت أن تتزوَّجه وقالت:
شهَّرني!. وخطبها عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتزوَّجها، فرقَّى المنذر عنها
شيئا فطلَّقها، وخطبها المنذر فقيل لها: تزوَّجيه ليعلم الناس أنَّه كان يعضهك. فتزوَّ جتْه فعلم
الناس أنَّه كذب عليها، فقال الحسن لعاصم: لنستأذنْ عليها المنذر فندخل إليها فنتحدَّث
عندها، فاستأذناه؛ فشاور أخاه عبد الله بن الزُّبير فقال: دعهما يدخلان. فدخلا فكانت إلى
عاصمٍ أكثر نظراً منها إلى الحسن، وكان أبسط للحديث. فقال الحسن للمنذر: خذ بيد
امرأتك. فأخذ بيدها وقام الحسن وعاصمٌ فخرجا. وكان الحسن يهواها وإنمَّا طلَّقها لما رقَّى إليه المنذر.
وقال الحسن يوما لابن أبي عتيق: هل لك في العقيق؟ فخرجا فعدل الحسن إلى منزل
حفصة فدخل إليها فتحدَّثا طويلا ثم خرج، ثم قال لابن أبي عتيق: هل لك في العقيق؟ قال:
نعم. فنزل بمنزلة حفصة ودخل، فقال له مرَّة أخرى: هل لك في العقيق؟ فقال: يا ابن أُمِّّ،
ألا تقول: هل لك في حفصة!!.
وكان الحسن في ذلك العصر أفضل أهل دهره. فلو كان محادثة النساء والنَّظر إليهنَّ حراما وعاراً لم يفعله ولم يأذن فيه المنذر بن الزُّبير، ولم يُشرْ به عبد الله بن الزُّبير.
وهذا الحديث وما قبله يُبطلان ما روت الحُشويّة من أنَّ النظر الأوَّل حرام والثاني حرام؛ لأنَّه لا تكون محادثةٌ إلاَّ ومعها ما لا يحصى عدده من النَّظر. إلاَّ أن يكون عني بالنظرة لامحرَّمة النَّظر إلى الشعر والمجاسد، وما تخفيه الجلابيب مما يحلُّ للزّوج والوليّ ويحرم على غيرهما.
3 likes · Like ∙ flag

د.ك2.5

Add to cart
Buy Now

Free

Worldwide Shopping

100%

Guaranteed Satisfaction

30 Day

Guaranteed Money Back

Top Img back to top