د.ك5.0

ملحمة المغازي الموريسكية

كو
يتناول هذا الكتاب أحد موضوعات الأدب المقارن الدقيقة؛ لأنه يتصل بمرحلة شجية من مراحل الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس، قبيل اندثار ثقافتها، وضياع ألقها بلحظات، إنه يتأملها ساعة غروبها.
وهي المرحلة الموريسكية التي تبدأ عقب سقوط غرناطة -آخر مدائن الأندلس- عام 1492م، وتنتهي بختام العقد الأول من القرن السابع عشر بالنفي الأكبر لبقايا شعب عَمَر القارة الأوروبية بالفكر والفن والأدب، ونفخ بأنفاس قوية جذوة الثقافة العالمية؛ مما يجعل الحديث عنه -خاصة باللغة العربية- محفوفًا بعدد من المحاذير. منها أنه غالبًا ما يجنح إلى التلون بالعاطفية الحادة؛ فيقع في بؤرة الشجن، وينجو إلى العويل والتهويل، وعلينا -لتفادي ذلك- أن نتذرع بالتزام الدقة المنهجية، وتمثل الإيقاع العلمي.
فمغازي الرسول (ص) أعز مشاهد التاريخ الإسلامي، لكنها عندما تتحول في الخيال الشعبي لهؤلاء الموريسكيين، المنسحقين تحت وطأة تعصب محاكم التفتيش، إلى مجموعة من الأناشيد الملحمية التي يقوم بدور البطولة فيها عليّ بن أبي طالب؛ فإن مأساة الشعب جعلته يُحيل تاريخه إلى ملحمة، ينشدُها استثارة لمكامن القوة، واستغاثة بسيوف الأجداد، وتفجيرًا لأقصى إمكانات طاقته الروحية، قبل أن يتناثر بددًا في آفاق الأرض.
ومع أن ذلك قد وصل إلينا بلغة أعجمية، وحروف عربية، في هذا الشكل المعروف بـ(الألخميادو) فإنه يضعنا أمام حقيقة أن هذا لم يحدث طفرة واحدة، بل إنها قد تسربت أثناء تخمرها، ونضحت من وعائها الحضاري؛ لتصبغ الملاحم الإسبانية العديدة -التي كانت في دور التشكل عندئذ- بأصباغها الخاصة، وتجاوزت ذلك إلى بعض الملاحم الفرنسية الكبرى أيضًا. (less)

د.ك5.0

Add to cart
Buy Now

Free

Worldwide Shopping

100%

Guaranteed Satisfaction

30 Day

Guaranteed Money Back

Top Img back to top