د.ك4.0
موجز لأفكار عظيمة ايان كروفتون
في البدء كانت العلوم والمعارف والمعتقدات وحدة واحدة، اختلط فيها السحر بالفن والحرفة والدين، وفي العصور الوسطى، جمع العلماء بين تخصصات عدة، فمثلا ابن سينا كان طبيبا وفيلسوفا وشاعرا في آن واحد، ولكن مع تقدم العلم في العصر الحديث، زاد التخصص، وأصبح كل علم مستقلا بذاته وأصبحت الدراسة الجامعية متخصصة أكثر فأكثر في مجال بعينه، حتى أننا نجد طالب الطب لا يعلم الكثير عن الفلسفة، ولا يعلم طالب الفلسفة إلا النزر اليسير عن العلوم. ومع تزايد متطلبات الحياة الاقتصادية الصعبة والمعقدة وتفاقم الضغوط انصب اهتمام الطلاب على الحصول على علامات جيدة في الصف الجامعي لزيادة فرصهم في العمل فحسب، ومع ضغوط العمل نفسه، لم يعد هناك وقت للمطالعة وشيئا فشيئا، فقدت الثقافة العامة ميزتها الوجيهة، وهي التي كانت تمنح الفرد منافع جمة، فالتعرف على مختلف العلوم الإنسانية يثري الفرد عقلا وروحا؛ إذ تغزى القدرة الابتكارية للعقل بالمزج بين شتى العلوم، كما تضفي عليه طابعا إنسانيا: لأنه به یوقن أن القيم الإنسانية مطلقة ورحبة جدا، مما يوسع نظرته للحياة، وبها يدرك أنه لا يوجد منظور واحد للصعاب التي يواجها في الحياة، فمع استيعابنا لرحابة الفكر الإنساني، ندرك أن المشاكل اليومية ليست إلا شيئا بسيطا مقارنة بالعالم الواسع الممتد اللانهائي، تأثير ذلك هو تأثير رؤية البحر أو الصحراء اللانهائية. حينها تعلم أن آفاق الحياة شاسعة ولا تتوقف على اليومي المحدود الخاص الضيق وسجن الذات ومن هنا تظهر أهمية هذا الكتاب، فهو يحيط بشتى المجالات الفكرية العامة الفلسفة – الدين – العلم – السياسة – الاقتصاد- علم الاجتماع – علم النفس – الفنون ويمتاز هذا الكتاب بأنه يشرح المصطلحات والأفكار الجوهرية في هذه المجالات، فمع نهاية قراءة كل فصل، تتشكل لدى القارئ معرفة شاملة وعميقة في آن واحد- بأساسيات كل مجال، مما يوفر عليه عناء قراءة العديد من الكتب في العديد من المجالات لإدراكها، أو ربما يفتح شهيته لمتابعة الجديد في كل مجال بتفاصيله ودقائقه، كما يمتاز الكتاب بأن كل المصطلحات فيه مبوبة على شكل معجم مما يسهل على القارئ التعرف على أي مصطلح شاء.