رجال من بلادى مجلدين

 ليس هذا الكتاب الذي نقلب صفحاته كتاب تاريخ، ولا هو كتاب أدب، بل هو كتاب أخذ في كليهما بمقدار، فحدد الأمكنة والأزمنة بواقعية المؤرخ عندما بسط سيرة نخبة مختارة من النوابغ الأعلام الذين برزوا خلال النصف الأول من القرن العشرين، وانتقل إلى جوِّ الشعر والأدب ليعيايشهم في ما أنتجت أقلامهم، أو توجّه به إليهم الأدباء والشعراء، فكان كتاب تاريخ وكتاب أدب في وقت واحد.
والأستاذ البعيني الذي أخذ على نفسه أن يطوف بقلمه في لبنان وييمم معاقل إرهاط من مشاهير بني معروف ليستقرئ فيها الخلف أخبار السلف وليوفر للسلف ذكرى أيام الشباب، هذا الكتاب مرجع نفيس للباحثين والمؤرخين والمستطلعين، يراعي فيه المؤلف دقة الرواية، وتحقيق التاريخ، وهو بما جاء ديوان حافل بوجوه نخبة من أكرم شخصيات البلاد، وفيه مختارات مما جاءت به قرائحهم الصافية المتألقة.