د.ك3.5
عاصفة الصحراء ليون هادار
جل
تقوم فكرة هذا الكتاب الرئيسية على القول بأن تبرير إطلاق التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط قد تكون ممكنة في سياق التنافس الذي كان قائماً أثناء الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي لكنها غير ممكنة الآن وخاصة بعد انهيار جدار برلين. إذ كان يجب على الولايات المتحدة بدلاً من ذلك أن تتبنى سياسة التحرر التدريجي من التزاماتها أو ما يصفه الكاتب بأنه “فك الارتباط” مع الشرق الأوسط. وهو يرى أن بديل فك الارتباط هذا سيكون استخدام المزيد من القوة العسكرية والاقتصادية من أجل التعامل مع التحديات المتنامية. إن مؤلف هذا الكتاب يعرض بشكل مفصل للأسباب الجيو-استراتيجية والجيو-اقتصادية لأسباب تدخل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط أثناء الحرب الباردة كما يشرح أسباب التدخل الأميركي المستمر في المنطقة بعد نهاية التنافس الذي كان قائماً بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق. والمؤلف يعرف القارئ بنموذج اللوحة التي تساعد على فهم العلاقة المعقدة التي تربط اللاعبين الإقليميين والدوليين في الشرق الأوسط. ويركز كذلك على الدور الذي تلعبه “المجموعات السياسية المحلية في أمريكا وعلى الأخص الدور الذي يلعبه أولئك الذين يقدمون مصالح التوأمين اللدودين: الملكة العربية السعودية وإسرائيل. ويذهب المؤلف إلى أن المصالح الجيو-استراتيجية والجيو-اقتصادية في الشرق الأوسط. هي التي تفسر الشرخ القائم حالياً ما بين الأميركيين والأوروبيين حول مسألتي العراق وإسرائيل وفلسطين. ويرى والمؤلف أن ميزان القوى الجيو-اقتصادية والجيو-استراتيجية المتغير، سوف يتسبب على المدى الطويل بتكوين بيئة يصبح فيها الصراع الأوروبي- الأميركي أمراً لا مفر منه. ويختم المؤلف كتابه باقتراح أن الطريقة الوحيدة التي ستنجح فيها الولايات المتحدة بإدارة علاقتها مع الأوروبيين في الشرق الأوسط هي تبني مثال شرق أوسطي جديد، والذي سيرتكز على متابعة سياسة أميركية تقضي بفك الارتباط البناء مع الشرق الأوسط وعلى تشجيع الأوروبيين ليصبحوا موازن القوى الخارجي في منطقة يعتبرونها فناءهم الخلفي.