حرب الكويت الجزور واعواقب

كو
في الثاني من آب، 1990، غزا العراق الكويت، وجاء النبأ، بالنسبة للعالم، مفاجئاً بالكامل، فقبل سنتين إثنتين كان العراق والكويت قد وقفا معاً بوصفهما حليفين ضد المد المتصاعد للجمهورية الإسلامية في إيران، التي هددت كلا البلدين فضلاً عن المنطقة إجمالاً.
وخلال حرب الثماني سنوات مع إيران، دعمت الكويت في واقع الأمر – فضلاً عن العديد من دول الجوار العربية الأخرى – العراق ليس سياسياً في المجالس الدولية وحسب، بل دعمته مالياً أيضاً حين تحجم دخل العراق من تصدير النفط جراء الغارات الإيرانية، التي دمرت معظم حقوله النفطية.
ولا عجب إن غزو الكويت آثار القلق في الأوساط الدولية حيال نوايا العراق، وقد شنت وسائل الإعلام الغربية، الفاقدة الثقة أصلاً بالسياسة العراقية، حملة صاعقة على قيادته.
وعلى أية حال، فإن الخلافات العراقية مع الكويت لم تكن بالجديدة او غير معروفة لدول عربية أخرى، وكانت تلك الخلافات تتكرر بين الفينة والأُخرى مع تفاقم التعقيد في المواقف منذ إنفصال العراق والكويت عن الإمبراطورية العثمانية عقب الحرب العالمية الأولى، وقد بدأت الخلافات حول الحدود حين كان كلا البلدين يخضعان للسيطرة البريطانية، ولكن، بعد الإستقلال، فإن الخلافات المتعلقة بالسيادة الإقليمية، والأمن، وأسعار النفط جعلت إيجاد تسوية لها أمراً أكثر صعوبة وأفضت في نهاية الأمر ليس إلى غزو الكويت وحسب، بل إلى إندلاع حرب إنغمست في أتونها ما يربو على الثلاثين دولة على نحوٍ مباشر أو غير مباشر.
هذا الكتاب يتضمن شرح تفصيلي عن الأسباب العسكرية والسياسية التي أدت إلى تصاعد الحرب بين العراق والكويت.