نسخة تمهيدية للموقع ..... ونعتذر عن اي خطا بالموقع ....مرحبا بكم في موقع مكتبة الكويت ( المكتبة هي معبد المعرفة ومنارة الفكر بين رفوفها تتقاطع الافكار وتتلاقي العصور ) الحجز والاقتراحات واتساب 50300046 الشحن الي جميع المناطق ...
قراءات نقدية في تاريخ الغرب الإسلام
القسم : تاريخ
دار النشر : رؤية
محمود اسماعيل
يزال منهج ابن خلدون ورؤيته للتاريخ عمومًا، وتاريخ المغرب الإسلامي بوجه خاص أكثر قبولا، بالقياس إلى من سبقه، وحتى من لحقه من المهتمين بالمغربيات، وإلى الوقت الحاضر. ولا يزال تصوره لهيكل الدول المغربية على أساس الاتساق بين الأيديولوجية الدينية والعصبية القبَلية أكثر قبولًا من تصورات المحدثين التي تعول على “الواحدية” في تفسير قيام وسقوط هذه الدول. فبينما يرجع البعض التصور المذهبي الديني انطلاقا من ارتباط الدول المغربية في قيامها بإحدى المذاهب الشائعة، انساق البعض الآخر وراء التصور القبلي.
أما عن حركة الاستشراق الغربية، فكانت أسيرة هاتين الرؤيتين انطلاقا من منظور استعماري، مما جعلها تعاني من عقم منهجي، يتحتم معه إعادة صياغة تاريخ المغرب الإسلامي على أسس جديدة.
نحن على اقتناع كامل بجدوى البحث على أساس المنهج العلمي، والرؤية الاجتماعية؛ فتاريخ المغرب فصل من فصول تاريخ “دار الإسلام”، وتاريخ “دار الإسلام” سفر من أسفار التاريخ الإنساني يخضع لنواميسه وسننه في حركته وتطوره، …
ودعوتنا لتفسير المغرب الإسلامي، من منظور الصراع الاجتماعي ليست بدعًا، كما وليست اختيارًا لإديولوجية بها نعتسف التأويل، ونلوي عنق الوقائع التاريخية تكريسًا لخدمة أغراض تنبو عن ميدان البحث التاريخي؛ فغاية المراد وضع التاريخ المغربي الإسلامي على قدميه بعد أن ظل -لقرون- يئن من وطأ آلام وقوفه على الرأس.
بهذا النهج العلمي والرؤية السوسيولوجية أتقدم لدراسة بعض القضايا المتعلقة بتاريخ الغرب الإسلامي التي أحجم الدارسون عن التعرض لبعضها بحجة نقص المعلومات، أو جازفوا في -غيبة المنهج والرؤية- بتناولها تناولا مخلًا، زادها غموضًا على غموض، الفضل في هذه الجدة التي أسفرت عنها نتائج هذه الدراسات لا يعزى فحسب إلى “المنهج والرؤية”، وإنما يرجع أيضًا إلى المادة التاريخية التي أوردها بعض المؤرخين القدامى، وكذا إلى القراءة الجديدة للنصوص القديمة في الكتب التي تتعلق بتاريخ الشعوب غير المكتوب.
نرجو بهذه الدراسات أن يكون لنا شرف الاعتزاز بكتابة صفحات في سفر جديد من أسفار تاريخ الشعب المغربي المجدي.