الذين ضحكوا حتى البكاء
د.ك2.5
إضافة إلى السلةFree
Worldwide Shopping
100%
Guaranteed Satisfaction
30 Day
Guaranteed Money Back
تك
مجموعه من القصص القصيرة التي تحوي العديد من المفارقات.
مــات و هـو يضحـــك . . . اليوم عيد ميلاده .. و حينما تدق الساعة العاشرة صباحاً .. يصبح عمره 56 سنة .. لا زوجة و لا أولاد .. صيدلي في الأرياف .. مكسبه على قدر نفقته .. يتحرك ببطء من أثر روماتِزم مزمن ، و سكر ، و ضغط دم مرتفع ، و تصلب شرايين ، و نزيف متكرر بالعين اليسرى .. آخر مرة ذهب إلى الطبيب لفحص قاع العين كان يشكو من صداع حاد .. و قال له الطبيب .. لابد من عمل أشعة مقطعية للمخ . و سافر إلى القاهرة لعمل الأشعة .. و عاد يمشي ببطء أكثر و في يده حكم بالإعدام . لقد كشفت الأشعة عن وجود ورم بالمخ .. و الجراحة مستحيلة .. و أيامه الباقية معدودة .. كانت الورقة التي يحملها أشبه بترخيص الدفن .. و طوال الطريق و هو يطل من نافذة القطار عائداً إلى قريته .. و أعمدة التلغراف تجري بسرعة أمام بصره الكليل .. كان يستعرض عمره الخاوي الذي لم يصنع فيه شيئاً .. أيام الطفولة و هو جالس في حجر أبيه على شاطئ الترعة .. و أبوه يدلي بالسنارة في الماء و ينتظر الساعات في صبر عجيب حتى يظفر ببلطية أو كركور .. و حينئذ تكون الفرحة ، و يعودان بالصيد الثمين إلى البيت ، و تجتمع الأسرة حول الكركور لتشويه على الفحم و تتقاسمه و تأكله بلذّة و هي تعصر عليه الليمون . و أيام الصبا و البسكليتة التي اشتراها له أبوه لنجاحه في الإبتدائية