الشيوعية تحت ظلال الرصاص

كو
يُواصل الاستاذ فائز الخفاجي أكمال مشروعه التاريخي والتوثيقي من (الجنايات) السياسية التي مر بها العراق في عهده الجمهوري، من اعمال اغتيال وقتل وخطف .. وتهديد . وها هو يقدم كتابه الجديد ضمن هذا المشروع الجسيم. وهو توثيق لأشهر الاغتيالات السياسية لشيوعيي العراق منذ مقتل سعدون الناصري سنة 1958حتى سقوط النظام البعثي سنة 2003. ولا شك ان العراق في مقدمة الدول التي شهدت عمليات اغتيال بطابع سياسي واضح. يقول المؤلف الفاضل: إذ يحتوي رصيدا حافلا بضحايا الاغتيالات، ففيه تم اغتيال وزراء و علماء وفلاسفة ومعارضين سياسيين عسكريين ومدنيين رجالا ونساءً وبطرائق مختلفة. وعلى الرغم من اختلاف مكانة الضحايا واهميتهم في المجتمع فأن الاغتيال السياسي يبقى هو الجامع بينهم حتى لو اختلفت طرائقه. تناولت دراسة الاستاذ فائز الخفاجي الاخيرة ظاهرة الاغتيالات السياسية لبعض شخصيات الحزب الشيوعي العراقي وكوادره من عام 1958 – 2003. ومن الواضح ان اختيار المؤلف عام 1958 ما يبرره، كو فالحقيقة التي لا نقاش فيها، ان العهد الملكي على ضراوة عدائه للحزب الشيوعي العراقي ضمن المعركة التي شهدها تاريخ العراق في العهد الملكي بين السلطة والحركة الوطنية، فإنه لم يجرأ على توجيه ازلامه او من ياتمرون به على اغتيال احد الشيوعيين. لقد محص المؤلف الفاضل جميع ما وقع عليه من مصادر ومراجع وروايات مختلفة كما اختاره من قضايا الاغتيالات السياسية ضد الشيوعيين العراقيين. ولا شك ان هذه المصادر والمراجع تتباين في درجة حياديتها تجاه تلك الحوادث، فالانتماءات الحزبية تلقي بظلالها على تلك الروايات والصراعات السياسية تقف في مواجهة الحقيقة التاريخية من حيث الحيادية او المبالغة او التقليل من اهمية تلك القضايا. والملاحظ – كما يذكر المؤلف في خاتمة كتابه- انه لم يقدم أغلب منفذي هذه الاغتيالات للمحاكم ليحاسبوا على ما فعلوه، لأن القائمين على هذه التصفيات هم جزء من السلطة السياسية او هم قريبون منها او مدعومون منها، لذلك لم يقدموا للعدالة لكي يطبق عليهم القانون. وأضيف هنا ان الكثير من القائمين بعمليات الاغتيال، قد عُرفوا وشخصوا، وذاع امرهم بين الجميع. كما ان العديد من العمليات تلك جرت خارج العراق، إذ طارد الرصاص السياسيين العراقيين المعارضين لحزب البعث وهم في منافيهم وغربتهم. فضلا عن أن الاغتيالات التي طالت كوادر الحزب الشيوعي العراقي بعيدة عن اعتبارات الدين او المذهب او القومية فالاغتيالات جرت لانهم (شيوعيون).. ومن الجميل ان يؤكد المؤلف على ان عهد الرئيس الاسبق عبد الرحمن محمد عارف لهو العهد الوحيد ال