د.ك10.0
شهود يهوخ آرائهم وآثارهم
يتكون مصطلح كلمة “شهود يهوه” من كلمتين: أولاهما كلمة شهود، والأخرى كلمة يهوه. أما الكلمة الأولى شهود فهي جمع شاهد لفة. من شهد يشهد شهادة وشهوداً: فهو شاهد وجمعه شهود وشهْد بسكون العين وبتشديدها؛ وشهداء وشهود ويعني جمع شاهد وهم الذين يقومون بأداء ما عندهم من العلم عن المشهود له او به، وهو المراد فِ هذا التعريف كما يشير الى ذلك المنتسبون الى جمعية شهود يهوه بقولهم: “…واسمهم ذاته شهود يهوه يظهر أن نشاطهم الرئيسي هو أن يشهدوا لإسم يهوه وملكوته كما فعل المسيح”. أما الكلمة الثانية:”يهوه” فهي إسم الله في كتب اليهود: وقد عرفها صاحب قاموس المقدس بقوله: ” يهوه وهو غسم من أسماء الله” وهذا الإسم يحفظ الدين من خطرين: الأول من جعل الله فكرة أو تصوراً. والثاني: من جعله وجوداً يتلاشى فيه كل ما في الوجود فالإسم يجعل الله الهاً معيناً معلناً يستطيع الإنسان أن يدعوه بألفاظ وتعابير واضحة. ويذكر اصل إشتقاقه كما يراه بقوله: “ولفظ يهوه هي فعل مضارع من هيه أو هوه كما كان في الأصل، ومعناه كان أو أحدث أو وجد، أو بعبارة أخرى هو الذي كان والذي أعلن ذاته وصفاته”. الى جانب ذلك، هناك ما كتبه العقاد في محاولة البحث عن اصل الإشتقاق له، وهو إشتقاق الاسم “يهوه”: ان اسم يهوه لا يعرف اشتقاقه على التحقيق، فيصبح أنه من مادة الحياة ويصح انه نداء لضمير الغائب أي “يا هو”، لأن موسى علم بني إسرائيل أن يتقوا ذكره توقيراً له وأن يكتفوا بالإشارة إليه. وهذا الإتجاه هو أن الكلمة المماثلة لكلمة ( لورد Lord) هي “يهوه”، وكانت اللغة العبرية تكتب بدون حروف علة حتى سنة 500 م، ثم دخلت هذه الحروف فأصبحت كلمة يهوا يا هوفا (JEHOVAH). وبذلك فكلمة يهوا أو ياهو معناها “سيد وإله” هذا في تعريف المصطلح لغة. أما اصطلاحاً، فقد عرف بعض العلماء الكلمة الدالة بتعريفات مختلفة في العبارة متحدة في الحقيقة والمعنى. ومما عرف بعض أعضاء الجمعية الكلمة، هو كما قالوا: “شهود يهوه” مجتمع الناس المسيحيين حول العالم، الذين يشهدون بنشاط عن يهوه الله ومقاصده التي تؤثر في الجنس البشري، وهم يؤسسون معتقداتهم على الكتاب المقدس وحده. هذه بعض تعريفات أعضاء الجمعية لأنفسهم. وبإمعان النظر فيها تظهر حقائق كثيرة. منها: أن الجمعية جمعية مسيحية فهي إذن دينية. ومنها: أنها عالمية لكون العالم الإنساني كله مجال الدعوة لهم، وعالميتها وقيام الأعضاء بأداء الشهادة علناً ودخولهم على الناس بيوتهم تثبت عدم سريتها. ومنها: أن الشهادة تؤدى فقط عن يهوه الله، وعن مقاصده المؤثرة في الجنس البشري، وهذه تثبت أنها دعوى دينية عامة. ومنها إثبات أن جميع معتقداتها مؤسسة على الكتاب المقدس فقط. ويعنون بالكتاب المقدس ما يعرف بالتوراة والإنجيل والزبور (المزامير). كما أتى بيانه مفصلاً في هذا الكتاب. ويعني هذا أن جميع عقائدهم وغيرها من التعاليم تأتي مباشرة من كتابهم المقدس دون اللجوء إلى غيره من الكتب والمعتقدات والفلسفات الأخرى. هذه بعض الحقائق المأخوذة من تعريفهم لأنفسهم. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الباحث يرى وأثناء قراءته عن هذه الجمعية وأصحابها أنهم يزعمون أن الله سبحانه وتعالى قد إختارهم في هذه الأيام الأخيرة، بأن يقوموا بأداء شهادة عنه تعالى، وأن لا يفتروا حتى تعتمر تلك الشهادة كل الأرض ويشعر بها العالم أجمع. وأن هذا التعيين وقع عليهم من الله بواسطة الروح القدوس، وأن زعيمهم الحقيقي هو عيسى ابن مريم عليها السلام، روح الله، إفتراء. وأنه (عيسى) يبقى في السماء ويرشدهم في الأرض وأن زعماءهم هم الواسطة بين يسوع وأعضاء جمعيتهم هنا على الأرض. وبالفعل هم يقومون بهذه المهمة بكل ما يملكون من قوة وحيل، ويجندون لها كل من يستطيعون تجنيده، إما بالمادة أو بالإنخداع بحسن المظاهر وبريق الدعوة. وهم ينكرون جميع الأديان دون إستثناء ويتهمونها جميعاً بالزيغ والوثنية، ما عدا ما إخترعوه من عند أنفسهم وسموه مسيحية تمويهاً وخداعاً. والإسلام واحد من هذه الأديان التي يصبون عليها جام غضبهم، هذا وأن هذه الجماعة كانت تواجه خطراً دولياً، ويعني هذا أن خطرهم قد يكون محدوداً من جراء هذا الحظر الدولي الى حدّ ما. وأما الآن وبعد أن رفع هذا الحظر من قبل غالبية الدول العالمية وحتى بعض بلدان الإسلام التي حذو غيرها في ذلك الرفع، تمشياً مع حرية الإعتقاد، حيث اصبحت هذه الجماعة تمارس نشاطاتها التي تليق بحالها، فلم تخل دولة من أعضاء الحركة أبداً. من هنا رأى المؤلف أنه لا بد من البحث عن الحركة وأهدافها والكشف عن أساليبها فجاء كتابه هذا الذي يتحدث عن شهود يهوه آراؤهم وآثارهم. معتمداً في تصوير وتقرير تعاليمهم من عقائد وغيرها من المواقف الأخرى لهم على كتبهم ومنشوراتهم، التي يقرون بمضمونها ويدعون الناس إلى قراءتها في المرتبة الأولى